القصر الرآسي و أحلام المساكين / شريف محمد حرمه

نظرة غلابة :
على بعد أمتار قبالة باحة القصر حيث تدار القرارات و تطبخ الحظوظ بتدخل من علية القوم رجال أعمالها و شيوخها و مرتزقتهم حيث لا مكان إلا لمن قدمته تلك الأيادي و رمته سيرته الذاتية بين اروقة الديوان بعد أن ملأتها وزينتها للناظرين
في ذلك المكان أنا وخلفي إخوة كثر لا حيلة لنا و لاوسيلة بل إن حالنا يغض الطرف عن التفكير في الدخول ولو مرت واحدة في العمر إلى ذاك العالم
من ذلك المكان أنظر إلى الوظائف السامية توزع وتوزع معها الملايين و الامتيازات و الرحلات ونعيم الحياة أنظر وكأني كحال آلاف الشباب لسنا سوى مهاحرين في بلد لا يسمح لهم فيه إلا بمزاولة أعمال يدوية كالتعليم و الصحة و النقل و و و
من هذا المكان أنظر إلى القصر لأقول ياشباب ماذا لو تركنا الدولة و الحكم و الشؤون السياسية لأبناء الأغنياء و أرحنا أنفسنا من الأحلام و باشرنا الواقع الذي يفرض علينا كل هذا التهميش و الغبن
نعم سوف تمر من امامنا كل الترقيات و التعيينات و كل أنواع التدوير و ليس المكتب الإعلامي المزعوم إلا جزءا من تلك الديمومة حاله كحال الجميع قبله و هو يخاطبنا
وما أنا إلا من غزية إن غزت …
لن يكون من بين أعضائي إلا من قدمته تلك الطبقة
شريف محمد حرمه
مدير موقع كيفة الآن