العمل الخيري بين اللغط و الغلط / الهادي بن المنير الطلبه

العمل الخيري بين اللغط والغلط:
– لا يوجد مجال لا خطأ فيه ولا تقصير ولا قول، ولا توجد مؤسسة ولا جماعة أو جمعية لا توجد بها نقاط ضعف وقصور.
– العمل الخيري لما عظم شرفه كثر أدعياؤه ودخلاؤه.
– العاملون في المجال الخيري كالدعاة والعلماء والأفاضل جميعا، يليق بغيرهم ما لا يليق بهم، فهم كالثوب الأبيض قليل حمل الدنس.
– هناك آلاف المرضى والأيتام والمساكين والمساجد والمحاظر والمستشفيات والآبار والمساكن والبطون الجائعة التي تعتمد كليا أو جزئيا على العمل الخيري ولو لم توجد مؤسساته وأهله لكانت ضيعة.
– في مؤسسات العمل الخيري كغيرها: أخطاء ينبغي أن تصحح، وسلوك يجب أن يقوم، وآليات تحتاج أن تطور، ونمط تفكير من الضروري أن يتغير.
– من تحدث عن العمل الخيري بصدق وذكر أخطاء أو تجاوز بعض العاملين فيه فعليه أن يظهر الحجة والبرهان، ويذكر الفعل والفاعل، وإلا كان حديثه لمزا ضره أكثر من نفعه يؤخذ به البريء قبل غيره، وتقطع به كفالة اليتيم ودواء المريض وعون العاجز.
– والله لو رأيتم ما رأيت من مآسي الناس وآلامها -وأنا من أقل المتطفلين على المجال ميدانية- لما كان ذكر أحد للعمل الخيري إلا شكرا لأهله الجادين وفضحا للدخلاء المتاجرين تصريحا لا تلميحا حتى لا يكون ما يكتب عونا للشيطان على المتبرع وسببا للحرمان.
– العمل الخيري هو القطاع الثالث في العصر الحديث والقطاع الثاني أو الأول في عصور الإسلام الأولى به تنهض المجتمعات وعلى الدولة تنظيمه وحمايته ودعمه واشراكه.
– عندنا فرق -لعله خاص بنا- بين مؤسسات المجتمع المدني ونشطاؤه، ومؤسسات العمل الخيري وأفراده، فلعل صورة الأول تؤثر على صورة الثاني.
– من الصعب جدا أن يتبرع الموريتاني لمؤسسة لا يثق فيها، وفي القائمين عليها، وأغلب المشككين لا يكون لهم عادة سابق تعامل مع الجمعيات فينقلون كلاما مرسلا وظنا إن صدق في شخص أو مؤسسة فلا يعم كل العاملين في المجال.
– عدد من محبي الشهرة الراغبين في الحصول عليها من دخولهم المجال يشككون في كل عامل فيه؛ قبلهم أو معهم: يظنون أنهم بذلك يزكون أنفسهم وهم في حقيقة يدنسونها، ويظلمون غيرهم، وربما قطعوا أرزاقا وخيرا كان جاريا بكلمة قد لا يلقون لها بالا.
– العمل الخيري مما يبتغى فيه وجه الله والتقيد فيه بالضوابط الشرعية والخلق الحسن والسمت اللائق واجب لا يبنغي تجاوزه فالغاية لا تبرر الوسيلة. وانكار المنكر فيه واجب والأمر بالمعروف مطلوب. وعلى العاملين فيه التفريق بين الناصح والناطح. فما كل من انتقد يبغي افسادا بل يكون الحرص على الخير هو باعثه.
– على العاملين في المجال التقليل من التصوير وحب الظهور والمدح بما فعلوا وما لم يفعلوا؛ فمن عامل الحق لم ير الخلق.
– عمل الخير متاجرة مع الله، تورث البركة في العمر والولد والمال، فلا يجوز لمز عامل فيه ظهرت عليه آثار نعمة من نعم الله إلا بدليل. وأنصح العاملين في المجال بالحرص على مصدر كسب مستقل وعدم التفرغ الكلي للعمل الخيري والحرص على أن يكون العامل فيه مساهما ولو بالقليل القليل من ماله في كل مشروع.
– على العاملين في المجال التصدق على الناس بأعراضهم فإنه متكلم فيهم لا محالة، والحرص على الشفافية الأمانة والوضوع، رغبوا الناس في الخير ولا تنفروهم منه.
– أردت المشاركة في حديث عن مجال أحبه ولست من أهله،
وإنما أنا متطفل عليه متشبه بالعاملين فيه لعلي أنال بهم شفاعة، فإن أصبت فالحمد لله، وإن أسأت فما ذاك بالغربب علي.
والله من وراء القصد.