كيفة الآن تعزي في وفاة العالم الفذ الزاهد احمد ديده

لعمرُك ما الرزية فقدُ مالٍ…ولا فرسٌ تموتُ ولا بعيرُ
ولكنّ الرّزية فقدُ حرٍّ …يموت بموته خلقٌ كثيرُ
فقدت كيفة اليوم رجلا لا كالرجال، فقدت كيفة اليوم المربي الزاهد والإمام العابد والشيخ الفقيه، والدنا وشيخنا أحمد ديده
مضى ابنُ سعيدٍ حينَ لم يبق مشرِقٌ…ولا مغربٌ إلا له فيه مادحُ
وما كنتُ أدري ما فواضل كفه ..على الناس حتى غيّبته الصفائح
فأصبح في لحد من الأرضِ ميتًا…وكانت به حيًا تضيق الصحاصح
فإن سفحت عيني عليه دموعَها…فقلّ منها الدُّموعُ السوافحُ
سأبكيكَ ما فاضت دموعي فإن تفِض…فحسبُك مني ما تجن الجوابحُ
وما أنا من رُزءٍ وإن جلَّ جازعٌ…ولا بسرورٍ بعد موتِك فارحُ
كأن لم يَمُت حيٌّ سواك ولم تقم..على أحدٍ إلا عليك النوائحُ
لئن حسُنت فيك المراثي وذِكرُها…لقد حسنت من قبلُ فيك المدائحُ
اللهم اغفر لوالدنا أحمد ديده وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله ياربَّ العالمين،
اللهم إنَّ والدَنا نزل بكَ وأنت خيرُ منزولٍ به اللهم إنه فقيرٌ إلى رحمتِك وأنت غنيٌّ عن عذابه ، اللهم أبدِله دارًا خيرًا من داره وأهلا خيرًا من أهله وزوجًا خيرًا من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبرِ ومن عذاب النار،
اللهم اغفر له وعافه واعفُ عنه وأكرِم نُزُلُه ووسِّع مُدخله واغسله بالماء والثَّلجِ والبرَدِ ونقِّه من الخطايا كما نقّيتَ الثوب الأبيض من الدنس،
أجرنا الله في مصيبتنا وغفر لميِّتِنا وألهمنا الصبرَ وجازانا بما فيه من أجرٍ،
عزائي لنفسي ولك أن لا مصيبة بعد رسولِ الله صلى الله عليه وسلّم .